الخميس، 17 مايو 2012

الأسرة السعودية الحاكمة ليست في أحسن أحوالها


أمراء من العائلة المالكة يعودون الملك عبد الله بعد العملية الجراحية التي اجراها في 
اميركا، حالهم ليس افضل من حال الملك. مَـنْ يعودُ مَـنْ؟!

الحكام السعوديون ليسوا في افضل ايامهم، فبوادر الشيخوخة والعجز بادية للعيان في كل مفاصل دولتهم. لقد اوقع اخوتنا السعوديون انفسهم في إشكالَيْنِ ستراتيجيين، أولهما هو انتهاج التوريث الأفقي في الملك، الأمر الذي أدى الى ان المملكة باتت تدار بملك وولي عهد مريضين وشبه عاجزين منذ قرابة العقدين من الزمان، فالملك عبد الله من مواليد سنة 1924، وولي عهده الأمير نايف من مواليد من مواليد 1934. علما بأن ولي العهد السابق الأمير سلطان (1931-2011) قد توفي عن عمر يناهز الثمانين عاما. وقد قضى اغلب وقته متنقلا بين المستشفيات والمصحات.

اما الإشكال المهم الآخر، فهو اتباع نفس النهج فيما يتعلق بالمناصب الحكومية الأخرى التي يتولاها ابناء الخطين الثاني والثالث من ابناء آل سعود، فهؤلاء ايضا يبقون في مناصبهم حتى الموت. ان رئيس الديبلوماسية السعودية الأمير سعود الفيصل (ولد سنة 1940) اوضح الامثلة على ذلك. لقد رعى سعود الفيصل نهجا ديبلوماسيا رصينا وهادئا امتد لبضعة عقود، حَرصَ الفيصل خلاله على عدم الدخول في حرب كلامية مع ألد الخصوم والتأكيد على حرص المملكة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى

ولكن مع تردي حالة الأمير سعود الفيصل الصحية، بدأنا نسمعه يجاهر بطلب تسليح الجناح العسكري من المعارضة السورية على الرغم من معارضة كل الدول الاخرى عدا قطر. وقرأتُ خبرا لم اتأكد من صحته، انه في معرض تعليقه على زيارة الرئيس الإيراني احمدي نجاد للجزر الثلاث في الخليج العربي قال الفيصل ان "طهران اخذت هذه الجزر وتريد اعطاءها للعراق". ثم تلاها قرار اغلاق السفارة السعودية في القاهرة ردا على مظاهرات بسيطة امام السفارة. لقد انقلبت الديبلوماسية السعودية رأسا على عقب عما كانت عليه في زمن الملك الراحل فهد عبد العزيز.

نحن امام إدارة سعودية متصلبة قاسية وعنيفة وعاجزة عن مجاراة التغيرات في المنطقة. والسبب معروف؛ ملك طاعن في السن يعاني من كل امراض الشيخوخة، وولي عهده مريض ايضا ويقضي اغلب اوقات السنة خارج البلاد بين علاج ونقاهة كحال سابقه، ووزير الخارجية ليس أحسن حالا ابدا؛ فهو يعاني من صعوبة في النطق ويعجز حتى عن تثبيت رأسه ومحدود الحركة، والحال ينسحب على اغلب المسؤولين من آل سعود ممن أوهنهم المرض. 
ان الوهن والمرض يعكران المزاج ويؤثران على عمل الدماغ، وصدق من قال ان العقل السليم في الجسم السليم.

الملك عبد الله عبد العزيز وولي عهده الأمير نايف والطاقم المرافق، الكل نخرته الشيخوخة، وهذه
سُنَّة الحياة. ولكن دولة مترامية الأطراف وأكبر الدول المصدرة للنفط في العالم، اضافة لمكانتها
 في العالم الإسلامي هي أحوج ما تكون لقادة اصحاء جسديا وعقليا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صدام حسين ومسعود برزاني .. من خلّف ما مات

المقدمة حين يدور حديث أو مقال يدور عن «أبو علي الشيباني» [ 1 ] عادة ما يبادر أحدهم بالاعتراض مستنكرا: ليش [= لماذا] لا تتحدث عن «أبو ثقب...